Tuesday, March 29, 2011

كندا في سطور



عاصمة كندا هي أوتاوا، بينما أكبر مدنها هي تورونتو، وباعتبارها ثاني أكبر دولة في العالم، فتبلغ مساحة كندا 9،984،670 كم2، وتبلغ مساحة المياة فيها، وقد توحدت كندا في 1 يوليو عام  1867م، وهي دولة عضو في رابطة الكومنولث، تترأس الدولة جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. تحكمها حاليا حكومة حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر، رئيس الوزراء الحالي.

يحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي؛ ومن الشمال الشرقي خليج بافين  ومضيق ديفيس، اللذان يفصلانِها عِنْ جرينلند.  ويحدها من الشرقِ المحيط الأطلنطي؛ ومن الجنوبِ الولايات المتّحدةِ؛ ومن الغربِ المحيط الهادي وولاية ألاسكا الأمريكية.

وكندا هي ثاني أكبرُ دولة في العالم من حيث المساحة بعد روسيا، والأكبر في قارة أمريكا الشمالية. وتحتوي على مصادر طبيعية عظيمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن والأسماك. وهي أيضاً دولة مصنعة مهمة وعضو في مجموعة الدول الثماني الكبار، وحلف الناتو، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة التجارة العالمية، ودول الكومونولث، والدول الفرانكوفونية، والأمم المتحدة.

 جزء من الأراضي الكندية وأغلب الأرخبيلِ القطبيِ يقع ضمن المنطقة المتجمدة؛ أما بقيّة البلادِ فتَقع في النِصْفِ الشماليِ للمنطقةِ المعتدلةِ الشماليةِ. كنتيجة لذلك، تَتراوحُ الأحوال المناخيةَ العامّةَ مِنْ الخاصيةِ الباردةِ المتطرّفةِ للمناطقِ القطبيةِ إلى درجاتِ الحرارة المعتدلةِ لخطوطِ العرض الأكثرِ جنوبيةً. إنّ المناخَ الكنديَ يتميز بالتنوع الإقليمي الواسع.
وكندا غنية بالمصادرِ الطبيعيةِ الثمينةِ التي لا غنى  للاقتصاد عنها بشكل تجاريِ. البلاد تتمتع بمناطق هائلة مِنْ الأراضي المنخفضة الخصبةِ في المقاطعات المرجيةِ مثل (ألبيرتا، مانيتوبا، ساسكاتشوان). وعلى حدود البحيرات الكبرى ونهر سانت لورانس في جنوب كيبيك وأونتاريو. تَغطّي الغاباتُ حوالي 49% مِن البلاد وتزخر بحاملات الأخشاب الثمينةِ تجاريا. صيد السمك التجاري في كندا يرجع إلى قبل 500 سنة تقريباً، ولا تزال مياه المحيطِ، والبحيرات الداخلية، والأنهار تُواصلُ دَعْمها لهذه الصناعةِ. صناعة التعدين في كندا لَها تاريخ طويل من الاستكشاف والتطويرِ يعود إلى ما قَبْلَ قيام الاتحاد الفيدرالي الكندي في عام 1867م. ويَحتوي الدرع الكندي ثروة معدنية إلا أن  الأهم هو أن البلاد غنيةُ أيضاً في احتياطيات النفطِ الخامِّ والغاز الطبيعي. منظومة البحيرات والأنهار تتآلف والطوبوغرافيا الجبلية لجَعْل الطاقة الكهرومائيةِ إحدى الأصولِ الطبيعية الدائمة في كندا.


أصل اسم "كندا":

تعود كلمة كندا في الأصل إلى "kanata "، وهي كلمة ترجع إلى لغة قبائل الايروكواس التي كانت تسكن في "سانت لورانس" وهي تعني قرية أو مستعمرة. في عام 1535، كان السكان الأصليون لمنطقة "مدينة كيبك" حاليًا يستخدمون هذه الكلمة لإرشاد المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" إلى قرية "ستاداكونا". ثم استخدم "كارتييه" فيما بعد كلمة كندا ليس للإشارة لتلك القرية بعينها فقط، بل لكل المنطقة التي تقع تحت حكم الزعيم "دوناكونا" (زعيم قرية "ستاداكونا"). وبحلول عام 1545، أصبحت جميع الكتب والخرائط الأوروبية تشير إلى تلك المنطقة المستكشفة كلها باسم كندا.

منذ بداية القرن السابع عشر فصاعدًا، أطلق الاسم كندا على منطقة "فرنسا الجديدة" (Nouvelle-France وهي مساحة استوطنها الفرنسيون في شمالي أميركا من عام 1534م وحتى 1763م. وامتدت هذه المنطقة من نيو فاوندلاند في الشرق إلى جبال الروكيز في الغرب. ومن خليج هدسون في الشمال إلى خليج المكسيك في الجنوب. وكانت مقسمة إلى خمس مقاطعات ذات إدارة ذاتية وهي: كندا، أكاديا، خليج هدسون، نيوفاوندلاند ولويزيانا. وتخلت فرنسا عن هذه المنطقة إلى الإسبان والبريطانيين بعد معاهدة أوترخت).

انقسمت هذه المنطقة فيما بعد إلى مستعمرتين بريطانيتين، كندا العليا وكندا السفلى، وذلك إلى أن تم إعادة توحيدهما كمقاطعة كندا عام 1841. وبتشكيل الاتحاد الكونفيدارلي عام 1867، تم إطلاق الاسم "كندا " اسمًا رسميًا للدولة الجديدة، وتم منح اسم "دومينيون " كلقب للدولة باعتبارها جزءًا من دول الكومنولث. ولقد شاع استخدام اللقب والاسم معًا "دومينيون كندا " حتى الخمسينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين الذي استطاعت فيه كندا التأكيد على استقلالها السياسي بعيدًا عن بريطانيا، أصبحت الحكومة الفيدرالية تستخدم الاسم كندا في مستندات الدولة والمعاهدات الدولية بشكل متزايد. وانعكس ذلك التغير في إعادة تسمية العطلة القومية من يوم الدومينيون إلى يوم كندا عام 1982






التقسيم الإداري:

 تقسم كندا إلى

عشْرة مقاطعات هي:

 (ألبيرتا، و كولومبيا البريطانية، و مانيتوبا، ونيوبرونسويك، ونيوفاوندلاند، ولابرادور، و نوفا اسكوتشيا، و أونتاريو، وجزيرة الأمير إدوارد، وكيبيك، و ساسكاتشوان)

 وثلاثة أقاليم أو مناطق هي:
(الأراضي الشمالية الغربية، وأراضي يوكون، ونونافوت التي أنشئت مِنْ قسم من الأراضي الشمالية الغربية، وجاءَت إلى الوجود في عام 1999م).


تتحمل المقاطعات مسئولية وضع معظم البرامج الاجتماعية الخاصة بدولة كندا (مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية). وتتعاون هذه المقاطعات معًا لجمع المزيد من مصادر الدخل الذي يفوق ما تجمعه الحكومة الفيدرالية. الأمر الذي يمثل تقريبًا تركيبًا فريدًا بين النظم الفيدرالية في العالم أجمع. ومن خلال استغلال سلطاتها في الإنفاق، تستطيع الحكومة الفيدرالية تطبيق سياسات قومية في المجالات الإقليمية، مثل قانون الصحة الكندي (Canada Health Act). يمكن للأقاليم أن تقرر عدم المشاركة في تطبيق مثل هذه السياسات، غير أنها نادرًا ما تفعل ذلك. تقدم الحكومة الفيدرالية مدفوعات الموازنة لضمان الحفاظ على وجود معايير موحدة معقولة خاصة بالخدمات وفرض الضرائب بين الأقاليم الغنية والفقيرة

المُدنِ الرئيسية لكندا:
·       تورنتو عاصمة مقاطعة أونتاريو, وهي ميناء ومدينة صناعية (عدد سكانها4,444,700).
·       مونتريال عاصمة مقاطعة  كيبيك, وهي ميناء ومركز تجاري رئيسي (سكانها3,359,000)؛
·       فانكوفر في مقاطعة كولومبيا البريطانية وهي مركز صناعي ومحور مهم لخطوط السكك الحديدية والشحن ومنتجات الغابات (1,891,400).
·       أوتاوا إحدى مدن أونتاريو وهي العاصمة السياسية لكندا ومدينة تجارية وصناعية (منطقة هيكلِ أوتاوا الحضرية
·       وينيبيج (1030500) عاصمة مقاطعة مانيتوبا وتعتبر سوقا رئيسية للقمح وملتقى السككِ الحديدية (676,700).
·       إدمنتون عاصمة مقاطعة ألبيرتا وتعد مركزا مهما للزراعة والنفط (891,500). 
·       مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك وتعد مركزا للسياحة والشحن والتصنيع (697,600).



تاريخ كندا:

أكدت التقاليد القديمة لشعوب قبائل "إينويت" والأمم الأولى أن السكان الأوائل لكندا وطأت قدمهم هذه المنطقة منذ بدء الخليقة، بينما ترجح الدراسات في علم الآثار أنه كان هناك وجود بشري في منطقة شمالي "يوكون" منذ حوالي 26,500عامًا، وكذلك في منطقة جنوبي "أونتاريو" منذ حوالي 9،500 عامًا. بينما كانت جماعات "الفايكنج" أول من وطأت أقدامهم من الأوربيين على أرض هذه المنطقة حيث استقرت لمدة قصيرة بها وتحديدًا في سهول L'Anse aux Meadows عام 1000 ميلاديًا تقريبًا. وبعدما فشلت هذه المحاولة في تأسيس مستعمرة، لم يكن هناك أية محاولات أخرى لاستكشاف أمريكا الشمالية حتى عام 1497، عندما قام الرحالة "جون كابوت" باستكشاف السواحل الكندية المطلة على المحيط الأطلنطي لصالح إنجلترا. بعد ذلك قام المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" باكتشاف الساحل الأطلنطي لصالح فرنسا في عام 1534.

ومن بين جميع المستعمرين الفرنسيين في فرنسا الجديدة، استقر الكنديون الفرنسيون في وادي نهر سانت لورانس بشكل كبير. واستقر سكان أكاديا فيما يُطلق عليه اليوم بMaritimes، بينما انتشر تجار الفراء الفرنسيون والمبشرين الكاثوليك في منطقة البحيرات العظمى، ومضيق هدسون، ومصب نهر الميسيسيبي في رحلات استكشافية وصولاً إلى لويزيانا. واندلعت الحروب بين الفرنسيين والإيروكواس من أجل السيطرة على تجارة الفراء. وعلى الصعيد الآخر، قام الإنجليز بتأسيس نقاط عسكرية للصيد في "نيوفوندلاند" حوالي عام 1610، وقاموا باستعمار الثلاث عشرة مستعمرة وحتى الجنوب. واندلعت سلسلة من أربعة حروب بين المستعمرات في الفترة ما بين 1689 و1763. تم ضم "نوفا سكوشيا" تحت الحكم البريطاني بموجب ما نصت عليه معاهدة أترخت 1713. ثم جاءت معاهدة باريس عام 1763والتي بمقتضاها كان على فرنسا أن تتخلى عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية، والمتمثلة في معظم فرنسا الجديدة وكندا لصالح بريطانيا


قام الإعلان الملكي لعام 1763 بفصل إقليم "كيبك" عن فرنسا الجديدة وضم جزيرة "كاب بريتون" إلى "نوفا سكوشيا". كما أنه فرض القيود على اللغة التي يستخدمها الكنديون الفرنسيون وعلى حقوقهم في الممارسات الدينية. في عام 1769، أصبحت جزيرة "سانت جون" (وتُعرف حاليًا باسم جزيرة الأمير إدوارد) مستعمرة منفصلة. ولتجنب اندلاع الصراع في كيبك، جاء قانون كيبك عام 1774، ليأمر بتوسيع إقليم "كيبك" ليشمل البحيرات العظمى ووادي أوهايو، كما أنه أتاح استخدام اللغة الفرنسية وحرية ممارسة العقيدة الكاثوليكية وتطبيق القوانين المدنية الفرنسية في كيبك. وأثار ذلك القانون غضب العديد من سكان المستعمرات الثلاث عشرة، وقد أدى ذلك إلى إشعال فتيل الثورة الأمريكية. وقد أعترفت معاهدة باريس (1783) بالاستقلال الأمريكي وتخلت عن الأراضي جنوب البحيرات العظمى لصالح الولايات المتحدة.

قام ما يقرب من 50،000 من المواليين للإمبراطورية المتحدة بالهرب من الولايات المتحدة إلى كندا. وتم فصل "نيو برانزويك" عن "نوفا سكوشيا" لإعادة تنظيم مستعمرات المواليين للإمبراطورية المتحدة في Maritimes. ومن أجل راحة الموالين للإمبراطورية المتحدة الناطقين باللغة الإنجليزية في كيبك، صُدر القانون الدستوري الكندي لعام 1791 والذي بموجبه تم تقسيم إقليم "كيبك" إلى كندا السفلى واللغة الرسمية المستخدمة بها هي الفرنسية، وكندا العليا ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، مع ضمان الحق لكل من سكان المنطقتين في انتخاب الجهة التشريعية الخاصة بهم. كانت كندا (العليا والسفلى) الجبهة الرئيسية التي شهدت حرب عام 1812 بين الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية. ساهمت قوات الدفاع الكندية في التوحيد بين البريطانيين من سكان أمريكا الشمالية. بدأ وفود الهجرات بشكل واسع من بريطانيا وأيرلندا إلى كندا في عام 1815. وفي بداية القرن التاسع عشر، فاقت صناعة الأخشاب تجارة الفراء من حيث الأهمية.

أسفرت الرغبة في وجود حكومة مسئولة عن قيام ثورات عام 1837 والتي تم قمعها. فيما يلي ذلك، تم إصدار تقرير "دورهام" والذي أوصى بضرورة وضع حكومة مسئولة وبدء تعريف الكنديين الفرنسيين بالثقافة الإنجليزية. ومع إصدار قانون توحيد كندا في عام 1840 تم دمج الكندتين تحت اسم مقاطعة كندا المتحدة. عمل كل من الكنديين الفرنسيين والإنجليز معًا في الجمعية التشريعية لإعادة الحقوق الفرنسية. وتم تأسيس حكومة مسئولة عن جميع المقاطعات التابعة للإمبراطورية البريطانية في أمريكا الشمالية عام 1849.

 أدى توقيع معاهدة "أوريجون" 1846، بين بريطانيا والولايات المتحدة إنهاء نزاع أوريجون الحدودي. وتوسيع الحدود غربًا في موازاة دائرة العرض 49 ممهدةً بذلك الطريق لبريطانيا من أجل إنشاء مستعمرات تابعةً لها في جزيرة "فانكوفر" (1849)، وفي "كولومبيا البريطانية" (1858). قامت كندا بإرسال العديد من الرحلات الاستكشافية في الغرب للمطالبة بـ"Rupert's Land" ومنطقة القطب الشمالي.

شهدت كندا زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة لارتفاع معدلات المواليد. كانت الهجرات الوافدة من بريطانيا معادلة للهجرات النازحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصةً هجرة الكنديون الفرنسيون للانتقال إلى "نيوإنجلاند".

بعد عقد العديد من المؤتمرات الدستورية، جاء قانون الدستور الكندي لعام1867 ليقرر تشكيل اتحاد كونفدرالي يتمثل في إقامة دولة من دول الكومنولث تحت اسم كندا في الأول من يوليو من عام 1867 وضمت أربع مقاطعات وهي: "أونتاريو"، و"كيبك"، و"نوفا سكوشيا"، و"نيوبرانزويك".

بسطت كندا سيطرتها على "روبرتز لاند" ومقاطعة الشمال الغربي لكي تتمكن من إنشاء مقاطعات الشمال الغربية، حيث أدت الشكاوي التي تقدم بها سكان أمريكا الشمالية من "الماتيز" Métis، في اندلاع ثورة النهر الأحمر وإنشاء مقاطعة "مانيتوبا" في يوليو 1870. وفي وقت لاحق، انضمت كل من "كولومبيا البريطانية"، و"جزيرة فانكوفر" (واللتان اتحدتا عام 1866)، و"جزيرة الأمير إدوارد" إلى الاتحاد الكونفيدرالي عام 1871 وعام 1873 على التوالي.

 قام رئيس الوزراء "جون إيه ماكدونالد" وحكومته المحافظة بوضع سياسة وطنية للتعريفات لحماية الصناعات الكندية الحديثة. وفي محاولاتها لتعمير الجهة الغربية من كندا، قامت الحكومة بتمويل تشييد ثلاثةً خطوط للسكك الحديدية العابرة للقارات (أهمهم السكة الحديدية الباسيفيكية الكندية) Canadian Pacific Railway. كما فتحت الحكومة أقاليم البراري للاستيطان وذلك بموجب قانون الأراضي التابعة للدومينيون Dominion Lands Act، وكذلك قامت بتأسيس شرطة الخيالة الكندية الملكية لضمان سيطرتها على الأقاليم التابعة لها هناك.

وفي عام 1898، بعد انتشار ظاهرة حمى الهوس بالذهب في "نهر كلوندايك" والتي عُرفت بـ"Klondike Gold Rush" في المقاطعات الشمالية الغربية، قامت الحكومة الكندية بإنشاء إقليم "يوكون". وفي عهد رئيس الوزراء الليبرالي "ويلفريد لورييه"، استقر المهاجرين الوافدين من أوروبا القارية في أقاليم "البراري". ذلك إلى جانب أنه تم تحويل كل من "ألبرتا" و"ساسكاتشوان" إلى مقاطعتين قي عام 1905.

خاضت كندا الحرب العالمية الأولى عام 1914 دون أن يكون لها خيار في ذلك. فمع إعلان بريطانيا نفسها طرفًا في الحرب، قامت كندا بإرسال الجنود المتطوعين إلى الجبهة الغربية والذين أصبحوا فيما بعد جزءًا من الوحدات العسكرية الأمريكية Canadian Corps. ولقد أدت هذه الوحدات العسكرية دورًا هامًا في معركة "فيمي ريدج" وغيرها من المعارك الحربية الرئيسية في الحرب. نشأت أزمة التجنيد الإلزامي عام 1917 عندما قام رئيس الوزراء المنتمي لحزب المحافظين "روبرت بوردين" بإجبار سكان "كيبك" الناطقين بالفرنسية على التطوع بالخدمة العسكرية. وفي عام 1919 أصبحت كندا عضوًا في عصبة الأمم كدولة مستقلة بعيدًا عن التبعية لبريطانيا. وفي عام 1931، صُدر قانون "ويستمنستر" والذي أكد على استقلالية كندا.



أدت فترة الكساد الكبير إلى وجود أزمة اقتصادية في كل أرجاء كندا. وللتغلب على هذه الأزمة، قام اتحاد دول الكومونولث في "ألبرتا" و"ساسكاتشوان"، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة الكنديين، وقد قام "تومي دوجلاس" بتشجيع هذه الإجراءات في فترتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.

أعلنت كندا الحرب على ألمانيا بشكل مستقل في أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في عهد حكومة رئيس الوزراء الليبرالي "ويليام ليون ماكنزي كينج". جاء ذلك القرار بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان بريطانيا اشتراكها في الحرب. وصلت أولى الوحدات العسكرية الكندية بريطانيا في ديسمبر عام 1939. أدت القوات العسكرية الكندية دورًا هامًا في معركة الأطلنطي، وغارة "ديبي" عام 1942 في فرنسا، والتي باءت بالفشل، وغزو دول الحلفاء لإيطاليا،و يوم هبوط قوات دول الحلفاء على جنوب فرنسا والمعروف بـ"D-Day landings"، ومعركة "نورماندي"، ومعركة "Scheldt" عام 1944. كما تُرجِع هولندا الفضل إلى الكنديين لإسهامهم في توفير الحماية للحكومة الملكية الهولندية أثناء الحرب العالمية بعدما تم اجتياح البلاد. كما تعزو هولندا الفضل إلى كندا أيضا لدورها القيادي ومساهمتها الفعالة في تحرير الأراضي الهولندية من ألمانيا النازية.

شهد الاقتصاد الكندي انتعاشًا كبيرًا خاصةً بعدما بدأت كندا في تصنيع المعدات الحربية وتوفيرها لكندا، وبريطانيا، والصين، والاتحاد السوفيتي. على الرغم من مرور إقليم "كيبك" بأزمة التجنيد الإلزامي مرة أخرى، فإن كندا أنهت الحرب ولديها إحدى أكبر القوات العسكرية في العالم. وفي عام 1954، أثناء الحرب، أصبحت كندا واحدة من الدول المؤسسة الأعضاء بالأمم المتحدة.

أدى ذلك الازدهار الاقتصادي المصحوب بسياسات الحكومات الليبرالية المتعاقبة إلى ظهور هوية كندية جديدة تميزت باختيار علم ورقة شجر القيقب الكندي maple  عام 1965، وتطبيق قانون يسمح بثنائية اللغة الرسمية للبلاد في عام 1969، وسياسة تعدد الثقافات الرسمية في كندا عام 1971. كذلك بدأت كندا في تأسيس برامج اجتماعية ديمقراطية، مثل الـتأمين الصحي العام، خطة معاش التقاعد الكندية وقروض الطلاب الكندية، ذلك بالرغم من إبداء العديد من حكومات المقاطعات خاصةَ مقاطعتي "الكيبك" و"ألبرتا" اعتراضها على العديد من هذه البرامج مبررةً أن هذا يُعد تدخل في سلطاتها التشريعية. وأخيرًا، تم عقد سلسلة أخرى من المؤتمرات الدستورية أسفرت عن تغيير في دستور كندا يعرف باسم patriation، وإلغاء تبعية الدستور الكندي للمملكة المتحدة. جاء ذلك ليكون متزامنًا مع وضع ميثاق الحقوق والحريات. وفي الوقت نفسه، كان إقليم "كيبك" يمر بالعديد من التغيرات العميقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من خلال "الثورة الهادئة". أسفر ذلك عن نشأة حركة للقوميين في الإقليم وتكون جبهة تحرير كيبك "المتطرفة"، والتي أدت أنشطتها إلى إشعال أزمة أكتوبر 1970.

وبعد مضي عشر سنوات على ذلك، تم عقد استفتاء شعبي فاشل حول الاستقلال السياسي للكيبك والمتمثل في الارتباط السيادي عام 1980 ولكنه لم يلق القبول. بعد هذا الاستفتاء كانت هناك محاولات للقيام بتعديلات دستورية ولكنها باءت بالفشل هام 1989. وفي عام 1995، تم عمل استفتاء جديد حول استقلال كيبك والذي قوبل بالرفض مرة أخرى ولكن بأغلبية ضئيلة، إذ وصلت نسبة الموافقين 49.4%، بينما كانت نسبة المعارضين 50.6%.

وفي عام 1997 قام البرلمان بإصدار قانون Clarity Act والذي أوضح فيه شروط انفصال أي إقليم من الاتحاد الكونفيدرالي بعد التفاوض. بعد العديد من المحاولات المختلفة لحفظ السلام بكندا من فترة الخمسينينات إلى التسعينينات في القرن العشرين، اشتركت القوات الكندية في حرب أفغانستان التي شنتها دول حلف شمال الأطلنطي عام 2001، لكنها فيما بعد رفضت المشاركة في غزو العراق عام 2003. وعلى صعيد الشأن الداخلي، بعد خوض العديد من المعارك الرسمية والمواجهات العنيفة في "أوكا"، و"Ipperwash"، وبحيرة "جوستافسن"، اعترفت كندا باستقلال قبائل "الإنويت" بالحكم الذاتي في عام 1999 من خلال تأسيس مدينة "نونافوت" وتهدئة مطالبة قبائل "نيسكا" بضم كولومبيا البريطانية.

وفي عام 2008، تقدم رئيس الوزراء الكندي باعتذار عن قيام الحكومات السابقة لعهده بتأسيس مدارس داخلية للسكان الأصليين.



السكان:

تحظى كندا بأطول ساحل في العالم، حيث يمتد طوله لنحو 243000 كيلو متر أي ما يعادل (151000 ميلاً). تعد الكثافة السكانية في كندا من أقل الكثافات السكانية في العالم. وتعتبر منطقة Quebec City-Windsor Corridor من أكثر المناطق المأهولة بالسكان وهي تمتد على طول البحيرات العظمى ونهر سانت لورانس في الجنوب الشرقي.

تملك كندا عددًا من البحيرات يفوق أي دولة أخرى في العالم، كما أنها لديها معظم المياه العذبة الموجودة في العالم.

في شرق كندا، يعيش معظم الناس في مراكز مدنية كبرى في منخفضات سانت لورانس المسطحة. ويتسع نهر سانت لورانس ليكون أكبر مصب نهر في العالم قبل أن يصب في خليج سانت لورانس. ويحاط النهر بإقليم "نيوفوندلاند" إلى الشمال والمناطق البحرية إلى الجنوب.

 تشكل المناطق البحرية نتوءًا شرقًا على طول جبال الأبلاش، بدءًا من شمال منطقة "نيوإنجلاند" وصولاً إلى شبه جزيرة "جاسبه" بمقاطعة "كيبك". ويقسم خليج "فوندي" "نيوبرانزويك" و"نوفا سكوشيا" ويشهد أكبر أنواع التغيرات الناتجة عن المد في العالم. وتحتل مقاطعة أونتاريو وخليج هدسون منطقة كندا الوسطى. وتنتشر منطقة البراري الكندية المستوية العريضة الواقعة غرب "أونتاريو" نحو جبال روكي، مما يفصل هذه المنطقة عن كولومبيا البريطانية. في منطقة شمال غرب كندا، يتدفق نهر "ماكنزي" من بحيرة "جريت سليف" وصولاً إلى المحيط القطبي الشمالي. ويعد نهر ساوث نهاني رافدًا لأحد روافد نهر ماكنزي، ويعد هذا النهر منبعًا لشلالات فيرجينيا التي تعد أعلى من شلالات نياجرا مرتين.

 يبلغ سكانَ كندا ( 31,002.200) (إحصاء عام 2001)، الذكور منهم (15,348.800) وعدد الإناث (15,653.400)  وتبلغ كثافةَ السكان حوالي 3 أشخاصِ لكلّ كيلومتر مربّعِ . ثلاثة أرباع شعبِ كندا تقريباً يَسْكنون في شريط ضيق نسبياً على طول الحدود الأمريكيةِ، بينما يتركز حوالي 62% من السكان في كيبيك وأونتاريو. يعيش حوالي 17% في المقاطعات المرجيةِ أو البراري مثل ألبيرتا و مانيتوبا و ساسكاتشوان. كما يعيش  حوالي 8% في المحافظات الواقعة على المحيط الأطلنطي التي تَتضمّنُ نيوفاوندلاند و لابرادور والمحافظات البحرية لجزيرة الأمير إدوارد و نوفا اسكوتشيا، ونيو برونسويك. ويعيش 13%  في كولومبيا البريطانية. فيما يتناثر حوالي 0.3% في كل من أراضي يوكون و الأراضي الشمالية الغربية، ونونافوت.


الحكومة والسياسة:

كندا دولة ذات حكومة برلمانية تخضع لمعايير ديمقراطية صارمة. ويتكون البرلمان من التاج الملكي، ومجلس العموم الذي يتم انتخابه، ومجلس الشيوخ الذي يتم تعيينه. يتم انتخاب كل عضو برلماني في مجلس العموم حسب أغلبية الأصوات التي يتم حصرها في كل منطقة أو دائرة انتخابية ليمثلها.

ويجب إجراء الانتخابات العامة بدعوة من رئيس الوزراء خلال خمس سنوات من آخر انتخابات، أو من الممكن إجراء الانتخابات إذا فقدت الحكومة صوت ثقة مجلس العموم. أما بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ، والذين يتم تقسيمهم تبعًا للمقاطعات والأقاليم، فإن رئيس الوزراء يقوم بانتقائهم ويشرف الحاكم العام على تعيينهم رسميًا. هذا وتمتد خدمة أعضاء مجلس الشيوخ حتى سن الخامسة والسبعين.

وفي عام 2008 تم انتخاب ممثلين لأربعة أحزاب في البرلمان الفيدرالي. هذه الأحزاب هي: حزب المحافظين الكندي (وهو الحزب الحاكم)، وحزب الأحرار الكندي (حزب المعارضة الرسمي)، والحزب الديمقراطي الجديد، وحزب الكتلة الكيبكية. ومن الجدير بالذكر أن كندا تحظى بوجود العديد من الأحزاب التاريخية التي يتم اختيار ممثلين لها في البرلمان.

تقسم البنية الفدرالية لكندا مسئوليات الحكم بين الحكومة الفيدرالية والمقاطعات العشر. وتقوم الهيئات التشريعية للمقاطعات أحادية المجلس بمهامها بنظام برلماني شبيه بنظام مجلس العموم. كذلك تحتوي الأقاليم الكندية الثلاثة على هيئات تشريعية خاصة بها، ولكن تكون مسئولياتها الدستورية أقل من تلك التي لدى المقاطعات مع وجود بعض الاختلافات في البنية الأساسية. فعلى سبيل المثال، الجمعية التشريعية لأقليم "نونافوت" لا يوجد لديها أحزاب وتصدر قراراتها وفقًا للأغلبية المؤيدة والإجماع.


يمثل التاج الملكي سلطة تنفيذية رمزية أو صورية، ويتكون التاج الملكي من الملكة إليزابيث الثانية (الرئيس الشرعي للدولة) ونواب الملكة الذين يتم اختيارهم بمعرفتها، والحاكم العام (نائب رئيس الدولة)، ونواب حكام المقاطعات، والذين يقومون بتنفيذ معظم الأدوار الرسمية للمملكة البريطانية. تتكون السلطة التنفيذية من رئيس الوزراء (رئيس الحكومة) ومجلس الوزراء وينحصر دوره في تنفيذ جميع قرارت الحكومة اليومية.

 يتكون مجلس الوزراء من وزراء الدولة والذين يتم اختيارهم من مجلس العموم ويترأسهم رئيس الوزراء، والذي عادةً ما يكون رئيسًا للحزب الذي يحوز على ثقة مجلس العموم. يُعد مكتب رئيس الوزراء من أقوى المؤسسات في الحكومة، فهو مسئول عن بدء التشريعات من أجل الموافقة البرلمانية والاختيار البرلماني، بالإضافة إلى اختيار أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وقضاة المحكمة الفيدرالية ورؤساء المؤسسات التابعة للتاج الملكي والهيئات الحكومية والحاكم العام.

يقوم التاج الملكي بالموافقة رسميًا على التشريعات التي يصدرها البرلمان وقرارات التعيين التي يقرها رئيس الوزراء. وعادةً ما يصبح رئيس الحزب صاحب ثاني أكبر عدد من المقاعد البرلمانية زعيم المعارضة ويصبح جزءًا من النظام البرلماني الذي يقوم بمراقبة الحكومة.


ومن الجدير بالذكر أن "ميكائيل جان" تعمل في منصب الحاكم العام منذ 27 سبتمبر عام 2005، كما أن "ستيفين هاربر"، رئيس حزب المحافظين، يعمل رئيسًا للوزراء منذ 6 فبراير عام 2006. كذلك، تشغل "مايكل إيجناتيف"، رئيس حزب الأحرار الكندي، منصب رئيس حزب المعارضة منذ 10 ديسمبر عام 2008.


القانون:


يمثل الدستور القانون الأعلى للبلاد ويحتوي على نصوص مكتوبة ومواثيق غير مكتوبة. صُدر قانون الدستور لعام 1867 للتأكيد على نظام حكم قائم على البرلمان "مشابهًا للنظام المطبق في المملكة المتحدة"، كما قام بتقسيم قوى الحكم بين حكومات المقاطعات والأقاليم الفيدرالية. أكد قانون ويستمنستر عام 1931 على الحكم الذاتي التام لكندا. ووضع قانون الدستور لعام 1982 ميثاق الحقوق والحريات الكندي والذي يضمن الحقوق والحريات الأساسية التي لا يمكن للحكومة تعديها بأي شكل من الأشكال، ذلك بالرغم من وجود فقرة تسمح للبرلمان الفيدرالي والهيئات التشريعية الخاصة بالمقاطعات بتعدي بعض الأقسام المحددة في ميثاق الحقوق والحريات لمدة خمس سنوات.

تلعب السلطة القضائية في كندا دورًا هامًا في تفسير وتحليل القوانين، كما أن لديها السلطة للتصدي للقوانين التي تنتهك الدستور والقضاء عليها. تمثل المحكمة الكندية العليا أعلى الهيئات القضائية وصاحبة الكلمة القضائية النهائية في كندا. وتشغل السيدة المبجلة "Beverley McLachlin" عضو المجلس الملكي الخاص في كندا منصب رئيس المحكمة الكندية العليا منذ عام 2000. ويقوم الحاكم العام بتعيين الأعضاء التسعة للمحكمة العليا بناءً على ترشيحات رئيس الوزراء ووزير العدل.

يتم تعيين جميع القضاة سواء بالمحكمة العليا ومحكمة النقض والاستئناف بعد التفاوض مع بعض الهيئات الرسمية غير الحكومية. يقوم مجلس الوزراء الفيدرالي بتعيين قضاة في المحاكم العليا بالمقاطعات والأقاليم. أما بالنسبة للمناصب القضائية على مستوى الهيئات الأقل شأنًا في المقاطعات والأقاليم، فيتم تعيينها بمعرفة هيئاتها الحكومية الخاصة بها. يسود تطبيق القانون العام في جميع أنحاء البلاد فيما عدا إقليم "الكيبك"، حيث يغلب تطبيق القانون المدني. يعد القانون الجنائي وحده مسئولية الحكومة الفيدرالية ويتم تطبيقه على كافة أنحاء كندا. ويُعد تطبيق القانون، شاملاً المحاكم الجنائية، من مسئولية المقاطعات، ولكن في المناطق الريفية من المقاطعات، ماعدا أونتاريو والكيبك، تكون نقاط الشرطة تابعةً لشرطة الخيالة الكندية الملكية. 

إحصاءات

 حوالي 34% مِنْ سكان كندا متحدرين من أصول بريطانية. فيما نسبة المتحدرين من أصول فرنسية حوالي 27 % من السكانِ. تَستقرُّ الأغلبيةُ الواسعةُ للكنديين الناطقين بالفرنسيةِ في كيبيك، حيث يُشكّلونَ حوالي 78 بالمائة مِنْ سكانها. كما  تَعِيشُ أعداد كبيرةُ أيضاً في أونتاريو ونيو برونسويك، فيما تَسْكنُ مجموعات أصغر في باقي المقاطعات.

 يحافظ الكنديون الناطقون بالفرنسيةُ على لغتُهم، وثقافتهم وتقاليدهم، وتَتبع الحكومة الاتحادية سياسةَ "أمة ثنائية اللغة والثقافة". أثناء السبعيناتِ والثمانيناتِ، نسبة الآسيويين بين السكانِ الكنديِ زادَ مِنْ 5 % إلى أكثر مِنْ 16%؛ أكثر مِنْ ثلثي المهاجرين الآسيويينِ يَعِيشونُ في أونتاريو أَو كولومبيا البريطانية. بقيّةَ السكانِ من أصول عرقيةِ مُخْتَلِفة هنغارية وبولندية و إسكندنافية وهولندية وأوكرانية وإيطالية وألمانية و يونانية، فضلا عن السكان الأصليين الذين الذين يطلق رسمياً عليهم "الأممَ الأولى" ويشكلون 2%  تقريباً من سكانِ كندا، وينقسمون إلى 600 مجموعة تقريباً.

 الطائفة الدينيةَ الأكبرَ في كندا هي الكاثوليكية الرومانيةُ. يَعِيشُ نصفهم تقريباً  في كيبيك. تليها الطوائفِ البروتستانتية  وتمثلها الكنيسةُ المتّحدةُ لكندا تَليها الكنيسةِ الأنجليكانيةِ لكندا. هذا بالإضافة إلى المجموعات الدينية المهمة الأخرى كالطائفة المشيخية، واليهودية، والأرثوذوكس الشرقيون، والمعمدانيون اللوثريون. والبنتيكوستاليست. تَتضمّنُ الجالياتُ الدينيةُ الأصغرُ مجموعاتُ سيخيةُ وهندوسيةُ وإسلاميةُ. ويصل عدد الكنديين الذين يصنفون بأنهم "بلا دين" إلى 13% من عدد السكان.


المناخ في كندا

يتنوع متوسط درجة الحرارة في الصيف والشتاء في كل أنحاء كندا تبعًا للمكان. قد يكون الشتاء قارس البرودة في الكثير من المناطق، ولا سيما في الجهات الداخلية وأقاليم البراري حيث تتعرض هاتين المنطقتين للمناخ القاري. ووفقًا لهذا المناخ، يقترب متوسط درجة الحرارة من 15- درجة، غير أنه قد ينخفض إلى أقل من -40 درجة في المناطق غير الساحلية، وقد يغطي الجليد الأرض لمدة تصل تقريبًا إلى 6 أشهر من العام، وقد تزيد هذه المدة في المنطقة الشمالية.وتعتبر منطقة كولومبيا البريطانية، حالة استثنائية حيث تتمتع هذه المنطقة بدرجة حرارة معتدلة، يصاحبها شتاء معتدل ممطر. في السواحل الشرقية والغربية، يصل متوسط درجات الحرارة المرتفعة بوجه عام إلى أقل من 20 درجة مئوية.

على الجانب الآخر، فيما بين السواحل، يتراوح متوسط الحرارة المرتفعة في الصيف ما بين 25 إلى 30 درجة مئوية، وفي بعض الأوقات قد ترتفع درجة الحرارة في بعض الأجزاء الداخلية لتصل إلى 40 درجة  

فضلاً عن هذا، تتسم كندا بالنشاط من الناحية الجيولوجية، حيث تتعرض كندا للعديد من الزلازل وربما البراكين النشطة. ويتركز هذا النشاط الجيولوجي بصورة ملحوظة في جبل "ميجر" وجبل جاريبالدي وجبل "كايلي" وجبل "إدزيزا" البركاني المركب. ولقد أسفر انفجار بركان "سياكس كون" Tseax Cone في عام 1775 عن كارثة مأساوية. حيث أودى بحياة 2000 شخص من قبائل "النيسكا"، فضلاً عن تدمير قريتهم الواقعة في وادي نهر "ناس" في شمال كولومبيا البريطانية. وقد تسبب هذه الانفجار في خروج 22.5 كيلومتر من الحمم بركانية. ووفقًا للأسطورة التي تؤمن بها قبائل "النيسكا"، فقد أدى هذا الانفجار إلى سد مصب نهر "ناس"


الاقتصاد:
 
تعد كندا من أغنى دول العالم، حيث يرتفع بها معدل دخل الفرد. كذلك فهي من ضمن أعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومجموعة الثماني. علاوةً على ذلك، فهي إحدى أفضل الدول العشر التجارية. ويعد اقتصاد كندا اقتصادًا مختلطًا. وعلى الرغم من أنها تحتل مرتبة أدنى من الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تفوق معظم الدول الأوروبية الغربية تبعًا لمؤشر مؤسسة "هيريتيدج فاونديشن" للحرية الاقتصادية. ومنذ التسعينيات من القرن الماضي، بدأ الاقتصاد الكندي ينمو بصورة سريعة، مع انخفاض معدل البطالة ووجود فائض حكومي كبير على المستوى الفيدرالي. وفي الوقت الحاضر، تتشابه كندا مع الولايات المتحدة في نظام اقتصاد السوق ونمط الإنتاج وارتفاع مستويات المعيشة. بدءًا من فبراير لعام 2009، وصل معدل البطالة القومية في كندا إلى 7.77%. وتختلف معدلات البطالة في المقاطعات، حيث تكون منخفضة بنسبة تشكل 3.6% بمقاطعة ألبرتا وتكون مرتفعة مسجلةً نسبة 14.6% في "نيوفوندلاند" و"لابرادور".

طبقًا لقائمة "فوربس جلوبال" (Forbes Global) لعام 2000 الخاصة بكبرى الشركات في العالم، تملك كندا 69 شركة ضمن هذه القائمة، وتحتل المركز الخامس بعد فرنسا. وفي عام 2008، صار إجمالي عبء الدين الحكومي بكندا هو الأقل بين الدول الثمانية الصناعية الكبرى. وتتوقع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن تقل نسبة صافي الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي الخاص بكندا بحيث تصل إلى 13.5% في عام 2009. وهي نسبة أقل من نصف المعدل المتوقع الذي يصل إلى 51.9% الخاص بجميع الدول الصناعية الثمانية الكبرى. وطبقًا لهذه التوقعات، سوف يقل عبء الدين الخاص بكندا بما يزيد عن 50 درجة مئوية منذ وصوله إلى ذروته في عام 1995 عندما وصل إلى المرتبة الثانية ضمن الدول الصناعية الثمانية الكبرى.

 في القرن الماضي، نجد أن نمو الصناعة والتعدين وقطاعات الخدمات قد غير النظام الاقتصادي في كندا من دولة يعتمد اقتصادها على الزراعة إلى حد كبير إلى اقتصادي صناعي ومدني بشكل رئيسي. ونظرًا لكونها من ضمن دول العالم الأول، يسيطر مجال صناعة الخدمات على اقتصاد كندا الذي يعمل به ما يقرب من ثلاثة أرباع المواطنين

تعد صناعة قطع الأشجار والبترول من أهم الصناعات في كندا. وتأتي كندا ضمن الدول المتقدمة القلائل المصدرين للطاقة بقدر أكبر من استيرادهم لها. إن منطقة كندا الأطلنطية بها عدد كبير من رواسب الغاز الطبيعي بعيدًا عن الشاطئ، إلى جانب تركز المصادر الكبرى للبترول والغاز في منطقة "ألبرتا". كذلك فإن منطقة رمال أثاباسكا النفطية Athabasca Oil Sands جعلت كندا ثاني دول العالم في احتياطي البترول بعد المملكة العربية السعودية.

وتعد الطاقة الكهرومائية مصدرًا رخيصًا ونظيفًا للطاقة المتجددة في مناطق مثل "كيبك" وكولومبيا البريطانية و"نيوفوندلاند" و"لابرادور" و"نيوبرانزويك" و"أونتاريو" و"مانيتوبا" و"يوكون". تعد كندا من ضمن أهم دول العالم في توريد المنتجات الزراعية، كما أن البراري الكندية من أهم الأماكن الموردة للقمح وزيت الكانولا وغيرها من الحبوب. علاوةً على ذلك، تعتبر كندا أكبر دول العالم إنتاجًا للزنك واليورانيوم، كما أن لها مكانة عالمية رائدة في احتوائها على الكثير من الموارد الطبيعية الأخرى مثل الذهب والنيكل والألومنيوم والرصاص. وكما تقوم الحياة في العديد من المدن في الجزء الشمالي من الدولة، والتي تصعب فيها ممارسة حرفة الزراعة، بفضل وجود منجم قريب أو مصدر من مصادر الأخشاب. بالإضافة إلى ذلك، لدى كندا قطاع صناعي ضخم يتركز في جنوب "أونتاريو" و"كيبك"، وتمثل صناعة السيارات والملاحة الجوية صناعات مهمة على وجه الخصوص.


بعد تزايد التكامل الاقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية بصورة كبيرة منذ الحرب العالمية الثانية، مما أثار قلق القوميين الكنديين بشأن الاستقلال الثقافي والاقتصادي في زمن العولمة، حيث صارت الأفلام والبرامج والشركات الأمريكية منتشرة في كل مكان. ولقد أدت اتفاقية التجارة في منتجات السيارات (The Automotive Products Trade Agreement) التي أبرمت في عام 1965إلى فتح الحدود للتجارة في قطاع صناعة السيارات. وفي السبعينيات من القرن الماضي، دفعت المخاوف حول الاكتفاء الذاتي من الطاقة والملكية الأجنبية في قطاعات الصناعة الحكومة الليبرالية برئاسة "بيير ترودو" إلى إنشاء برنامج الطاقة الوطنية (National Energy Program – NEP)، إلى جانب إنشاء هيئة مراجعة الاستثمارات الأجنبية Foreign Investment Review Agency – FIRA ، قام رئيس الوزراء الذي ينتمي للحزب المحافظ التقدمي "برايان مالروني" بإلغاء البرنامج سالف الذكر، كما قام بإلغاء برنامج الطاقة الوطنية وقام بتغيير اسم الهيئة الاستثمارات إلى "كندا للاستثمار" Investment Canada وذلك بهدف تشجيع الاستثمارات الخارجية. كما أدت اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة (Canada-United States Free Trade Agreement – FTA) إلى إلغاء التعريفات الجمركية بين الدولتين. بينما أسفرت اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية (North America Free Trade Agreement – NAFTA) عن توسيع نطاق منطقة التجارة الحرة بحيث تضم المكسيك في التسعينيات من القرن الماضي.

وفي منتصف التسعينيات، بدأت الحكومة الليبرالية تحت رئاسة "جان كريتيان" في ترحيل فائض الميزانية السنوي، كما شرعت في تقليل الدين العام بصورة ثابتة. ومنذ عام 2001، نجحت كندا في تجنب التعرض لركود اقتصادي بل حافظت على موقع الصدارة في الأداء الاقتصادي العام للدول الثمانية الصناعية الكبرى.

 لقد أضرت الأزمة المالية العالمية بكندا وأدت إلى تعرضها لركود اقتصادي، مماقد يزيد معدل البطالة في الدولة بحيث وصل إلى 10% وعلى الرغم من الركود العالمي، فإن سوق العمل في كندا في حاجة إلى مئات الآلاف من العاملين الأجانب. هذا وفقًا لما ذكره وزير المواطنة والهجرة وتعدد الثقافة الكندي.



العطلات الرسمية

    * 1 يناير رأس السنة الميلادية
    * 10 أبريل الجمعة العظيمة
    * 18 مايو عيد الملكة
    * 1 يوليو عيد كندا
    * 7 سبتمبر عيد العمال
    * 12 أكتوبر عيد الشكر
    * 11 نوفمبر يوم الذاكرة
    * 25 ديسمبر عيد الميلاد المجيد





نشيد كندا الوطني:

O Canada! Our home and native land!
True patriot love in all thy sons command.
With glowing hearts we see thee rise,
The True North strong and free!
From far and wide, O Canada,
We stand on guard for thee.
God keep our land glorious and free!
O Canada, we stand on guard for thee!
O Canada, we stand on guard for thee!

بالفرنسية:

Ô Canada! Terre de nos aïeux
Ton front est ceint de fleurons glorieux
Car ton bras sait porter l'épée
Il sait porter la croix
Ton histoire est une épopée
Des plus brillants exploits
Et ta valeur, de foi trempée
Protégera nos foyers et nos droits
Protégera nos foyers et nos droits


بالعربية:

آه كندا، يا بيتنا وأرضنا الأم
أوجبي أولادكِ حُباً وطنياً صادقاً
بقلوب منورة نراك ترتفعين
الشمال الحقيقي قويٌ وحرٌ
من بعيد وقريب، آه كندا
نقف بتأهب لأجلك
فليبقي الله أرضنا
مجيدة وحرّة
آه كندا، نقف بتأهب من أجلك
آه كندا، نقف بتأهب من أجلك.


شعار كندا الرسمي:

A Mari Usque Ad Mare

English: From Sea to Sea;
French: D'un ocean à l'autre
ويعني من البحر إلي البحر.

والشعار موحى به من الأصل اللاتيني للمزمور 72 آية 8  حيث يقول Et dominabitur a mari usque ad mare, et a flumine usque ad terminos terrae" . وبالعربية: ويملك من البحر إلي البحر ومن النهر إلي أقاصي الأرض.

No comments:

Post a Comment